تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ما هو الحيوان الذي لا يلد ولا يبيض

ما هو الحيوان الذي لا يلد ولا يبيض

مقال: ما هو الحيوان الذي لا يلد ولا يبيض؟ لغز يحير العقول!

منذ القدم تداول الناس هذا السؤال الغريب: “ما هو الحيوان الذي لا يلد ولا يبيض؟”، وهو سؤال يبدو بسيطًا في ظاهره، لكنه يحمل في طياته لغزًا لغويًا وفلسفيًا أكثر منه علميًا. عند سماعه لأول مرة، يتبادر إلى الذهن أن كل كائن حيّ من الحيوانات لا بد أن يتكاثر بطريقة ما، إما بالولادة أو بوضع البيض. فهل يعقل أن هناك مخلوقًا لا يفعل أيًّا منهما؟ لنغص قليلًا في هذا اللغز العجيب.


أولًا: التفسير العلمي – قاعدة لا استثناء فيها

في علم الأحياء، تنقسم الكائنات الحية من حيث التكاثر إلى نوعين رئيسيين:

  • الولودة: وهي التي تلد صغارها أحياء، مثل الإنسان، القطط، الكلاب، الحيتان، والدلافين.

  • البيوضة: وهي التي تضع بيضًا يفقس لاحقًا، مثل الطيور، الزواحف، والأسماك.

ولا يوجد في التصنيف الحيواني المعروف كائن حيّ يتكاثر بدون إحدى هاتين الطريقتين. حتى الكائنات الغريبة مثل قنديل البحر أو نجم البحر، رغم أشكالها المدهشة وطرقها الغريبة في التكاثر، فهي ما تزال تندرج ضمن إحدى الفئات البيولوجية لتكاثر الخلايا أو الانقسام أو وضع البيوض. إذًا، علميًا، لا وجود لحيوان “لا يلد ولا يبيض” بالمعنى الحرفي للكلمة.


ثانيًا: التفسير اللغوي – حين يتحول العلم إلى لغز

هنا تبدأ الحيلة اللغوية الجميلة. السؤال في أصله لغز أو فزورة شعبية، لا يُقصد به التفسير العلمي بل الذكاء اللفظي.
والإجابة التي تداولها الناس منذ القدم هي: الحيوان الميت.

السبب بسيط جدًا:

  • الميت لا يلد لأنه فقد القدرة على الحياة والتكاثر.

  • ولا يبيض لأنه لم يعد كائنًا حيًّا أصلًا.

بهذا المعنى، يتحول السؤال من لغز علمي إلى مفارقة لغوية ساخرة، هدفها تحفيز التفكير وكسر التوقعات.


ثالثًا: أصول اللغز في الثقافة الشعبية

هذا النوع من الألغاز موجود في معظم الثقافات العربية القديمة، حيث كانت الفوازير والأحاجي وسيلة للترفيه والتعليم في المجالس. كان الهدف منها اختبار سرعة البديهة، وليس نقل الحقائق العلمية.
في الأمثال المصرية والشامية مثلاً، نرى عبارات من قبيل:

“حيوان لا يلد ولا يبيض”
ويكون الجواب “الميت”، أو أحيانًا “التمثال”، إن كان المقصود شيء غير حيّ في هيئة حيوان.

وفي بعض النسخ من اللغز، قد يُقصد الحيوان المصنوع أو المحنط، مثل “الأسد المحنط في المتحف” أو “الحيوان المرسوم على الجدار”، فهذه كلها كائنات تشبه الحيوان لكنها لا حياة فيها.


رابعًا: مقارنة مع ألغاز أخرى مشابهة

هناك الكثير من الألغاز المشابهة التي تعتمد على المفاجأة في المعنى، مثل:

  • “شيء يمشي ولا أرجل له؟” والإجابة: الظل.

  • “شيء له أسنان ولا يعض؟” والإجابة: المشط.
    هذه الألغاز تعلمنا التفكير بطريقة غير مباشرة، وتربط بين المعنى الحرفي والمجازي، وهو ما يجعلها مفضلة لدى الكبار والصغار على حد سواء.


خامسًا: من زاوية فلسفية

السؤال أيضًا يمكن أن يُقرأ على نحو فلسفي أعمق. فهو يذكّرنا بأن كل مخلوق له وسيلة لدوام الحياة واستمرار النوع. وحتى لو بدا اللغز ساخرًا، فهو يسلط الضوء على حقيقة كونية:
أن الحياة لا تستمر إلا بالتكاثر.
والكائن الذي “لا يلد ولا يبيض” هو ببساطة رمز للموت والفناء.
فالحياة في جوهرها حركة، والموت هو توقف تلك الحركة.


خاتمة

إذن، “الحيوان الذي لا يلد ولا يبيض” ليس لغزًا علميًا، بل لعبة لغوية وفكرية تعلمنا أن نميّز بين المعنى الحقيقي والمجازي، بين الحياة والموت، وبين العلم والدعابة.
الإجابة ببساطة: الميت. لكنه ليس مجرد جواب، بل تذكير لطيف بأن المنطق وحده لا يكفي دائمًا، فبعض الأسئلة تحتاج إلى خيال ولسعة من الفكاهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *