يصنف الخفاش على انه من الثدييات‎

يصنف الخفاش على انه من الثدييات

تشريح الخفاش:

الخفافيش تمتلك هيكل عظمي مميز يتميز بعظام الأصابع الطويلة التي تشكل دعمًا للأجنحة وتساعد في الطيران 

  • بالإضافة إلى العظام الإضافية مثل عظمة الطنف التي توجد في القدم وتدعم رقعة الجلد التي تساعد في الطيران.
  •  كما تختلف شكل الجمجمة لدى الخفافيش بين الأنواع وتتكيف مع نوعية الغذاء التي تتناوله.
  • بالنسبة لأجهزة الخفافيش، فهي تمتلك جهازًا دوريًا يتكون من قلب ورئتين وأوعية دموية، وتتميز الأوعية الدموية بوجود صمامات تمنع تدفق الدم بشكل كبير إلى الرأس أثناء الطيران وذلك لتسهيل النوم أثناء تعلق الخفاش بالأشجار.
  •  وتمتلك الخفافيش أيضًا أعينًا وأذنين كبيرتين تستخدم للرؤية والاستشعار بالصوت وتوجيه الموجات لتحديد المسافات وتحديد مواقع الفريسة أثناء الطيران.

هل الخفاش من الطيور؟

بالرغم من قدرة الخفافيش على الطيران، إلا أنها لا تصنف كطيور بل تصنف كثدييات

    • وذلك لأنها تتكاثر بالولادة وليس بوضع البيض مثل الطيور. تصنف الخفافيش ضمن فصيلة الثدييات وتمتلك مجموعة متنوعة من الأنواع تتجاوز 1400 نوع

    • مما يجعلها ثاني أكبر فصيلة من الثدييات من حيث التنوع بعد القوارض. توجد الخفافيش في مختلف المناطق حول العالم باستثناء القطبين المتجمدين

  • . وبالفعل، الخفافيش هي الثدييات الوحيدة التي تتمتع بالقدرة على الطيران، وهذه القدرة الفريدة هي ما يميزها عن باقي الثدييات.

أنواع الخفافيش:

مع وجود أكثر من ألف نوع من الخفافيش، فإن السمات التي تميزها قد لا تنتهي، ومن بين هذه الأنواع الفريدة نجد:

    • الخفاش الطائر العملاق ذو التاج الذهبي: يتميز هذا النوع بحجمه الكبير، حيث يبلغ طول جناحيه نحو المتر والنصف، ويُعتبر أحد الأنواع المهددة بالانقراض.

    • الخفاش الطنان: يُعتبر أصغر الثدييات في العالم، ويعيش في غرب تايلاند وجنوب شرق بورما، حيث يتواجد في الكهوف الجيرية على ضفاف الأنهار.

    • خفاش رحيق الأنبوب: يتميز بتناوله رحيق الأزهار كغذاء رئيسي، ويمتلك أطول لسان في العالم مقارنة بحجم جسمه.

  • الخفاش المرقط: يتميز بحجم آذانه الكبيرة التي تشكل ثُلث طول جسمه البالغ 12 سم، وهو أكبر آذان لأي خفاش في أمريكا الشمالية.

مناطق عيش الخفافيش:

تُوجد الخفافيش في جميع أنحاء العالم تقريبًا، حيث تعيش على مساحات واسعة من اليابسة،

 باستثناء المناطق القطبية المتجمدة.

  • تشمل المناطق التي تعيش فيها الخفافيش أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية وأفريقيا وأستراليا وغيرها. 

  • ورغم وجودها في هذه المناطق المتنوعة، فإن المناطق الاستوائية تتمتع بأكبر تنوع في الأنواع. 

  • تتواجد الخفافيش في الحقول والأراضي العشبية والغابات والأراضي الحرجية والغابات المطيرة والصحاري.

  • وتُفضل الخفافيش المناطق القريبة من مصادر المياه بشكل خاص لأنها تجذب الحشرات التي تعتمد عليها كمصدر غذاء.

 حركة الخفافيش:

تتبع الخفافيش الحركة وتعيين الموقع باستخدام نظام يسمى الصدى :

  • يستخدم الخفاش هذا النظام في البحث عن الطعام واكتشاف العوائق والتواصل مع أفراد الجنس نفسه.

  • يقوم الخفاش بإرسال موجات عالية التردد في الهواء، وعندما تصطدم هذه الموجات بعائق ما، فإنها ترتد وتعود إلى الخفاش.

  • يمكن للخفاش أن يحدد شكل وحجم العوائق والأشياء باستخدام هذا النظام، مما يساعده في تحديد موقعه وتجنب الاصطدام بالعوائق.

طيران الخفاش:

 طريقة طيران الخفاش تعتمد على تركيب جناحيها وتنوع الأصناف. الهيكل الخاص بجناح الخفاش يشبه بشكل عام بنية يد الإنسان، حيث يتألف من خمسة أصابع.

  • الإصبع الأول غير المستخدم في الطيران يستخدم لأغراض أخرى مثل التسلق. أما الأصابع الأربعة الباقية، فتمنح الخفاش القدرة على بسط جناحيها وتغيير وضعيتهما أثناء الطيران.

  • جناح الخفاش يتكون من طبقتين رقيقتين من الجلد، تربطان الذراعين والأصابع بجسم الخفاش. بعض الفصائل تحتوي على رقعة من الجلد أو الغشاء تصل الأقدام بالذيل، وتستخدم كمكابح لتخفيف السرعة أثناء الطيران.

  • العضلات التي تتحكم في حركة الجناحين أثناء الطيران تُشبك بلوح الكتف بدلاً من عظام الصدر كما هو الحال لدى الطيور، مما يمنح الخفاش خفة الحركة وقدرة أكبر على التحكم أثناء الطيران.

  • وتبقى هناك فوارق بين كل فصيلة وأخرى تمنح هذه الأنواع القدرة على الطيران بطرق وأشكال مختلفة، وتتأثر طرق طيران الخفافيش بمجموعة من العوامل من بينها:

  • **قوة الرفع:** هي القوة اللازمة لإقلاع الخفاش عن الأرض، وتزيد عن وزنه بحيث يتمكن من الطيران. يتناسب حجم الجناح بشكل مباشر مع قوة الرفع التي يولدها، فكلما كان الجناح أكبر، زادت قدرته على توليد قوة رفع.

  • **قوة الدفع:** هي القوة التي تساعد الخفاش في التحرك إلى الأمام أثناء الطيران، وتتولد من خلال حركة الجناحين. تتأثر هذه القوة بشكل الجناح وزاوية ميله، وتحتاج الأنواع المختلفة إلى كميات مختلفة من هذه القوة حسب نشاطها ونوع الطعام الذي تصطاده.

  • بناءً على هذه العوامل، تم تمييز عدة أنماط لطيران الخفافيش. فالأنواع التي تحتاج للطيران ببطء ومراوغة عالية لاصطياد الحشرات الزاحفة تمتلك أجنحة صغيرة، بينما تمتاز الأنواع التي تصطاد الحشرات الطائرة بأجنحة متوسطة الحجم. أما الأنواع التي تتغذى على الفاكهة فعادةً ما تكون كبيرة الحجم وتمتلك أجنحة كبيرة تُمكنها من الطيران لمسافات طويلة بسرعة نسبية.

حواس الخفاش للبحث عن الطعام:

حواس الخفاش للبحث عن الطعام تعتبر من الخصائص الهامة التي تميز هذا الكائن، وتختلف حساسية الخفافيش وتحديد طرق البحث عن الطعام بحسب نوع كل خفاش ونوع الغذاء الذي يعتمد عليه. فكل نوع من الخفافيش يمكن أن يعتمد على حساسية معينة للبحث عن الطعام، مما يجعل حواس الخفاش للبحث عن الطعام متعددة ومختلفة.

1. **الخفاش البني الكبير**: يعتمد على حاسة السونار للبحث عن الطعام، حيث يقوم بإصدار موجات فوق صوتية تصطدم بالأشياء المحيطة به وترتد إليه، مما يمكنه من تمييز الحشرات التي يصطادها. 

2. **الثعلب الطائر الذهبي**: يعتمد على حاسة الإبصار للبحث عن الطعام، ويتغذى على فاكهة التين.

3. **خفاش الشبح الآسيوي**: بالرغم من أنه يستخدم حاسة السونار للطيران، إلا أنه يعتمد على حاسة السمع لاصطياد الحشرات، حيث يستدل على موقع الحشرات من خلال الأصوات التي تصدرها.

4. **خفاش حدوة الحصان ذو الأذن الضخمة**: يستخدم حاسة السونار وحاسة السمع لاصطياد الحشرات، حيث يتتبع صوت رفرفة أجنحة الحشرات لتحديد موقعها، ثم يقوم بالاصطياد.

5.الى جانب هذه الحواس، اكتشف العلماء قدرة بعض الخفافيش على استشعار المواد الكيميائية السامة التي تصدرها فرائسها كحاسة إضافية للبحث عن الطعام. هذه الحواس المتعددة تساعد الخفافيش على تحديد واصطياد الفرائس بنجاح وفعالية.

تصنيف الخفاش من الثدييات:

يُمكن القول أن تصنيف الخفاش من الثدييات من الحقائق العلمية المُتفق عليها، ولكن من أجل فهم هذا التصنيف، ولماذا يحظى باتفاق العلماء، يجب الإلمام ببعض المعلومات حول علم التصنيف، والخصائص التي تُعتبر أهم ما يُميز الثدييات.

  • يعود علم التصنيف إلى القرن الثامن عشر، وقد قام بتأسيسه العالم السويدي كارل لينيوس، والذي أصبح يُلقب بـ “أب علم التصنيف”. وبشكلٍ مبسط يمكن تعريف علم التصنيف على أنّه علم فرز الكائنات الحية وتقسيمها إلى مجموعات استنادًا إلى الصفات المشتركة بينها. ومع تطور هذا العلم، وبالرغم من وجود أسس علمية يتم الالتزام بها، إلا أنه قد يحدث فروقات بين عالِم وآخر أو مرجع وآخر عند تصنيف أي كائن حي. ولكن يوجد سبع درجات تصنيفية على أقل تقدير وهي:
  • مملكة.
  • شعبة.
  • طائفة.
  • رتبة.
  • فصيلة 
  • جنس.
  • نوع.
  • وقد يصل عدد الدرجات التصنيفية إلى أكثر من سبعين، لكن ماذا عن تصنيف الخفاش من الثدييات؟ هل يقع مثل هذا الخلاف حول تصنيف الخفاش من الثدييات؟ أم أنها حقيقة متفق عليها؟ بحسب علم التصنيف أهم ما يُميز الثدييات مجموعة من الصفات الشكلية والتشريحية وتشمل:
  • تمتلك أربعة أطراف.
  • الأنثى لديها غدد لبنية تُنتج اللبن كغذاء للصغار.
  • بالإضافة إلى عدد من الصفات التي تتوفر في معظم الثدييات، لكنها تتواجد أيضًا في طوائف أخرى، منها مثلًا أن تمتلك غدد عرقية، وأن تمتلك أربعة أنواع مختلفة من الأسنان، وكذلك أن يكون القلب مُقسّم إلى أربع حُجرات. وبالتالي لا خلاف حول تصنيف الخفاش من الثدييات، فجميع أنواع الخفافيش تتصف بأهم ما يُميز الثدييات. فيما يلي مثال لتصنيف أحد أنواع الخفافيش:
  • مملكة الحيوان.
  • شعبة الحبليات.
  • طائفة الثدييات.
  • رتبة الخفاشيات.
  • وبالرغم من اتفاق جميع المصادر العلمية حول تصنيف الخفاش من الثدييات بسبب امتلاكه لأهم ما يُميز الثدييات من خصائص حيوية وصفات شكلية، إلاّ أن بعض المصادر قد تختلف حول درجات تصنيفية أخرى عند تصنيف الخفاش، فمثلًا بعض المصادر تقوم بتقسيم طائفة الثدييات إلى طوائف فرعية، وفي هذه الحالة يتم تصنيف الخفاش من الثدييات الحقيقية وهي طائفة فرعية، ثُم تصنيفه من رتبة الخفاشيات. لكن بجميع الأحوال، لا يُمكن تصنيف الخفاش من الطيور بسبب قدرته على الطيران مثلًا.
  • يُشار أيضًا إلى أن هُناك اعتقاد خاطئ شائع حول تصنيف الخفاش، حيث يقوم البعض بتسمية الخفاش بالجرذان الطائرة، والحقيقة هي أن كل من الخفافيش والجرذان تمتلك أهم ما يُميز الثدييات، إلا أن  الخفافيش تنتمي إلى رتبة قائمة بذاتها وخاصة بها وهي رتبة الخفاشيات، بينما تنتمي الجرذان إلى رُتبة القوارض، مما يعني أنه من ناحية علم التصنيف، ينتهي التشابه بين الخفاش والجرذ عند الدرجة التصنيفية التي تُسمى طائفة، حيث ينتمي كلاهما إلى طائفة الثدييات.

أهمية الخفافيش:

على الرغم من الافتراضات الخاطئة المتعلقة بالخفافيش، مثل اعتبارها من الطيور، إلا أنها تلعب دورًا حيويًا للإنسان والبيئة. 

  1. فالخفافيش الآكلة للحشرات تعمل على تنظيم أعداد الحشرات بشكل فعال، حيث تستهلك ملايين الحشرات كل ليلة، مما يقلل من الحاجة لاستخدام المبيدات الكيميائية في الزراعة ويوفر الملايين من الدولارات سنويًا.

  2. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الخفافيش التي تتغذى على الرحيق بتلقيح النباتات، مما يسهم في إنتاج الفواكه. ويعتمد أكثر من 500 نوع من النباتات، مثل المانجو والموز والأفوكادو، على الخفافيش للتلقيح، مما يسهم في تنوع المحاصيل وزيادة الإنتاج الزراعي.

  3. أيضًا، تساهم الخفافيش آكلة الفاكهة في نشر بذور النباتات وتساعد في نمو الغابات المطيرة. وهذا يساعد على تقليل تأثير إزالة الغابات ويحافظ على التنوع البيولوجي في المناطق المميزة هذه.

  4. بهذه الطريقة، تبرز أهمية الخفافيش في الحفاظ على توازن النظام البيئي وتعزيز الزراعة المستدامة والتنوع البيولوجي.

الخصائص التي يتمتع بها الخفاش:

    • الخفاش هو حيوان من الثدييات، وهو يشترك مع الكلب والقط في هذه المجموعة. 

    • ومع ذلك، يختلف الخفاش عن معظم الثدييات في الطريقة التي تتحرك بها. فبدلاً من المشي على أرجله الأربع، يتميز الخفاش بأن طرفيه الأماميين تحولا إلى جناحين يشبهان أجنحة الطيور، مما يمكنه من الطيران بدلاً من المشي. 

  • وبالفعل، يعتبر الخفاش الثديي الوحيد الذي يستطيع الطيران لمسافات طويلة، وقد تصل مسافات الهجرة لبعض الأنواع إلى آلاف الكيلومترات.

 

التعليقات مغلقة.