الألواح التكتونية هي نظرية التي تفسّر الحركات الديناميكية لقشرة الأرض الخارجية (الغلاف الصخري ) التي أحدثت ثورة في علوم الأرض من خلال تقديم سياق ومفهوم موحّد لفهم العمليات الخاصة بتكوين وبناء الجبال، وحدوث البراكين، والزلازل، بالإضافة إلى أنها تفسّر عمليات تطور سطح الأرض وإعادة بناء القارات القديمة والمحيطات.
تم صياغة مفهوم الصفائح التكتونية في الستينات. ووفقا للنظرية، فإن الأرض بها طبقة خارجية صلبة، تُعرف باسم الغلاف الصخري، والذي يبلغ سمكه عادة نحو ١٠٠ كيلومتر (٦٠ ميلا) ويفوق طبقة الغلاف الصخري طبقة أخرى سائلة ورفيعة (قابلة للتشكيل ومنصهرة جزئيًا) تسمى طبقة الاثينوسفير.
وينقسم الغلاف الصخري إلى سبعة ألواح كبيرة جدا من الحجم القاري والمحيطي، وست أو سبع ألواح إقليمية متوسطة الحجم، وعدة ألواح صغيرة. هذه اللوحات تتحرك نسبيًا باتجاه بعضها البعض، عادة بمعدل ٥ إلى ١٠ سم (٢ إلى ٤ بوصات) كل عام، وتتفاعل على طول حدودها، حيث تتلاقى أو تتباعد أو تنزلق عن بعضها.
ويُعتقد أن هذه التفاعلات هي المسئولة عن معظم النشاط الزلزالي والبركاني للأرض، رغم أن الزلازل والبراكين يمكن أن تحدث بداخل الألواح. حركات الألواح الأرضية تؤدي إلى ارتفاع وظهور الجبال وذلك عندما تتلاقى الألواح وتندفع تجاه بعضها، وتؤدي أيضًا إلى انقسام وتكوّن القارات، وتشكّل المحيطات تتشكل عند تتشتت أو تباعد الألواح عن بعضها البعض. جميع القارات مدمجة بداخل الألواح التكتونية ثم تبدأ في الانجراف والتزحزح عنها بالتدريج، الأمر الذي يؤدي على مدى ملايين السنين إلى تغيرات كبيرة في جغرافية الأرض.
تستند نظرية الصفائح التكتونية إلى مفهوم واسع للبيانات الجيولوجية والجيوفيزيائية، والآن أصبحت مقبولة عالميا تقريبا، ويمثل تبنيها ثورة علمية حقيقية مماثلة في العواقب التي قد تترتب على ميكانيكا الكم في الفيزياء أو اكتشاف الشفرة الجينية في علم الأحياء.
وبإدراج الفكرة الأقدم عن الانجراف القاري، بالإضافة إلى مفهوم انتشار قاع البحر، وفرت نظرية تكتونية الصفائح إطارا شاملا لوصف الجغرافيا الماضية للقارات والمحيطات، والعمليات التي تتحكم في تكوين وتدمير تضاريس الأرض، وتطور القشرة الأرضية والغلاف الجوي والغلاف الحيوي والغلاف المائي والمناخ.
خلال أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين، أصبح من الواضح أن العمليات التكتونية للألواح تؤثر تأثيرا عميقا في تكوين الغلاف الجوي والمحيطات للأرض، وتشكل سببا رئيسيا لتغير المناخ على المدى الطويل، وتقدم إسهامات كبيرة في البيئة الكيميائية والفيزيائية التي تتطور فيها الحياة.
في الأساس، تتسم النظرية التكتونية الصفائح بالبساطة الشديدة. طبقة سطح الأرض، التي يتراوح سمكها بين ٥٠ و ١٠٠ كيلومتر (٣٠ إلى ٦٠ ميلا)، صلبة وتتألف من مجموعة من الصفائح الكبيرة والصغيرة. وتشكل هذه الصفائح معا الغلاف الصخري. ويرتكز الغلاف الصخري وينزلق فوق طبقة تحتها جزئيا (وبالتالي أضعف ولكنها أكثر كثافة) من الصخور البلاستيكية المنصهرة جزئيا والتي تعرف باسم غلاف الاثينوسفير.
ومن الممكن تحريك الألواح لأن حدود الغلاف الجوي الصخري – وغلاف الاثينوسفير هي منطقة انفصالية. بينما تتحرك الطبقات الألواح الصخرية عبر سطح الأرض، مدفوعة بقوات لم تفهم بعد بشكل كامل، فإنها تتفاعل على طول حدودها، وذلك بالتباعد أو التقارب أو الانزلاق من فوق بعضها البعض. وتعتبر حدود الصفائح هي مواقع العديد من العمليات الرئيسية التي تشكل سطح الأرض، بما في ذلك الزلازل والبراكين وتكوين سلاسل الجبال.
جوهر النظرية التكتونية للصفائح هو أن الطبقات (أحواض المحيطات بالإضافة إلى القارات في بداية تكوينها) تنزلق حول سطح الأرض، تتفاعل كما تفعل عند حدود الألواح. وهكذا، في أي وقت يكون هناك حدود صفائحية تباعدية يحدث تباعد للألواح، وعند وجود حدود صفائحية متقاربة (منطقة الانقطاع) هنا تقترب الألواح من بعضها مرة أخرى.
تؤدي الحدود المتقاربة دائما، في نهاية المطاف، إلى الاصطدام بين القارات، أو القارات والأرانك (القارات الصغرى)، من الشائع لحدود الصفائح التباعدية أن تظهر وتؤسس حوض محيط جديد، ومن ثم يغلق حوض المحيط مرة أخرى على طول الحدود الصفائحية المتقاربة حتى تصطدم قارتان. ويعد هذا الانفتاح وإنغلاق أحواض المحيطات هو دورة ويلسون، وهو أبسط نموذج حول تاريخ تكون الأرض.