هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، ارسله الله عز وجل الى بنى اسرائيل ..فولد سيدنا موسي في عصر فرعون وطغيانه في البلاد ..وخصوصا طغيانه على بنى اسرائيل فقال الله تعالى “نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نبا مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿3﴾ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿4﴾”.
وعندما جاء كاهن الى فرعون واخبره بان سيولد في بنى اسرائيل مولود سينهى ملك فرعون ، فامر فرعون جنوده بذبح اطفال بنى اسرائيل وقام بقهر قوم بنى اسرائيل واستحياء نسائهم ، وعندما جاء المخاض الى ام سيدنا موسي فكتمت خبر ولادتها خوفا من ان يعلم به فرعون ويأمر بذبح مولودها ، فالهمها الله عز وجل ان تضع رضيعها في صندوق وتلقيه في اليم عسي ان يقع في يد امينه.
وسار الصندوق في اليم حتى وصل الى قصر فرعون وكانت اخته تراقبه ، فراته زوجه فرعون ووضع الله محبته في قلبها وقالت لا تقتلوه عسى ان نتخذه ولدا ،وأرادت ان ترضعه ولكن الله عز وجل حرم عليه المراضع فلم يقبل باى واحدة منهم ، فجاءت اخته وقالت هل ادلكم على من ترضعه لكم ..وذهبت الى امه وقالت لها ان تأتى لترضعه ورد الله سيدنا موسي الى امه كي يقر عينها…
ومرت السنين وكبر سيدنا موسي في قصر فرعون ، وفى يون كان يمشي سيدنا موسي في الأسواق ، فاذا بمشاجرة تقع بين رجل من بنى اسرائيل ورجل من قوم فرعون ..وعندما استغاث الذى كان من قوم بنى اسرائيل بسيدنا موسي ، فضرب موسي عليه السلام من كان من قوم فرعون فقتله.
فتخفى موسي عن الانظار وندم كثيرا على ما فعله ،وجاء رجل بعد بضع ايام لسيدنا موسي واخبره ان فرعون وجنوده يتامرون لقتله ، فخرج سيدنا موسي خائفا وهرب مسرعا حتى وصل الى مدين..
جلس سيدنا موسي عند شجرة يستظل بها وقال ربى انى لما انزلت اليا من خير فقير …وكان ينظر الى بئر قريب والرعاة يسقون من هذا البئر ، وقرب هذا البئر وجد فتاتان تنتظران ان ينتهى الرعاة ، فقام موسي عليه السلام وسقى لهما ثم عاد مرة اخرى الى الشجرة .. وحينما كان سيدنا موسي جالسا فاذا بإحدى الفتاتان جاءت اليه باستحياء وقالت له ان اباها يدعوه اليه ، فأجاب سيدنا موسي دعوة ابيها ..وعندما ذهب اليه وجد شيخا كبيرا وعرض عليه ان يستأجره 8سنوات مقابل ان يزوجه احدى ابنتيه فوافق سيدنا موسي وقضى عنده 10 سنوات ..
ومضت السنوات وجاء يوم كان سيدنا موسي في الصحراء فرأى نارا فذهب اليها ليأتي ببعضها ..فناداه الله تعالى وذكر ذلك في قوله تعالى (فَلَمّا أَتاها نودِيَ يا موسى*إِنّي أَنا رَبُّكَ فَاخلَع نَعلَيكَ إِنَّكَ بِالوادِ المُقَدَّسِ طُوًى*وَأَنَا اختَرتُكَ فَاستَمِع لِما يوحى)، فساله الله ماذا في يده فأجابه سيدنا موسي بانها عصاه يتكئ عليها ويهش بها على غنمه ، فأمره الله عز وجل بان يلقي بالعصا فاذا هي تتحول لأفعى كبيرة وقال الله له خد العصا ولا تخاف فسنعيدها لسيرتها الاولى ، وامره الله عز وجل بان يضمم يده الى ابطه ثم يخرجها فاذا هي بيضاء …وامره الله بان يذهب الى فرعون ليدعوه باللين بان يؤمن بالله واذا لم يؤمن يخوفه من عذاب الله .فطلب سيدنا موسي من ربه ان يرسل معه هارون ليشد بأزره فقال الله تعالى :
“( قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) ”
وذهب موسي وهارون الى فرعون لدعوته للأيمان بالله ولكن فرعون اتهمه بالسحر والكذب ، ثم دعاه الى المنافسة والمبارزة امام الناس .. ووافق سيدنا موسي على المنافسة وارسل فرعون الى سحره مصر جميعهم ليكونوا بجانبه في هذه المبارزة ..وجاء يوم المنافسة والقى السحرة احبالهم وعصيانهم وقاموا بسحر عظيم ولكن عندما القى موسي بعصاه فتحولت الى افعى كبيرة ابتلعت سحرهم بأمر الله ،وذكر ذلك في قوله تعالى ؛ “فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ” وعلم السحرة بان هذا لم يكن سحرا ولكنه كان الحق من عند الله عز وجل فخروا سجدا وبكيا وقالوا امنا برب موسي وهارون ..فغضب فرعون وقال لهم اامنتم قبل ان أاذن لكم ..وقام بعذاب هؤلاء السحرة وتحملوا العقاب الشديد ولكنهم ظلوا مؤمنون بالله ..وامنت آسيا زوجة فرعون برب موسي وعذبها فرعون وعذب كل من امن بالله ..
فأمر الله سيدنا موسي وقومه بالخروج من مصر ، ولكن كان يتبعه فرعون وجنوده ليتخلصوا منهم جميعا ، وعندما وصل سيدنا موسي وقومه الى البحر اصبحوا محاصرين بين البحر وقوم فرعون ، فامر الله سيدنا موسي بان يضرب بعصاه البحر فانفلق البحر فعبر موسي وقومه ولكن فرعون وجنوده غرقوا في هذا الفلق واعاد الله البحر الى سيرته الاولى وافنى فرعون وقومه من العالم كله وقيل ان هذه الواقعة حدثت في شاطئ نويبع في مصر، التابع للبحر الاحمر ..والله اعلى واعلم .
بقلم / راندا محفوظ