قال الله لملائكته انه يريد ان يكون له خليفه في الارض ليسكن فيها … فقالت له الملائكة ان من يسكن الارض فسيفسد فيها وينشر الفساد ويقوم بالقتل والنهب.
فقال الله لملائكته انى اعلم ما لا تعلمون ، وروى في كتاب البداية والنهاية ان الله عندما اراد ان يخلق بشريا ارسل سيدنا جبريل الى الارض ليأخذ من ترابها ولكن الارض استعاذت بالله منه ان ينقصها شيئا .. فأعاذها ورجع الى الله بدون ان يحضر التراب.
فارسل الله سيدنا ميكائيل ولكن حدث نفس الشيء ، واخيرا ارسل الله ملك الموت الى الارض فقالت له استعيذ بالله منك ..فقال لها انى استعيذ بالله ان لا انفذ اوامره …ويقال انه جلب من الارض جبلة من جميع ترابها الأحمر والاسود ..ولذلك بنو آدم يوجد منهم الابيض والاسمر والاحمر .
بعد ذلك بلل ملك الموت التراب فاصبح طينا ، ثم سواه الله تعالى وشكله بشكل البشر ، وروى ان قبل ان يبث الله عز وجل في ادم الروح كانت الملائكة اذا مروا بجانبه فزعوا ..وان ابليس كان يضربه ويقول لأى سبب خلق هذا .
ويشاء الله ان يبث فيه الروح ، فعندما وصلت الروح الى انفه عطس ، فقالت له الملائكة قل الحمد لله ..فقال الله تعالى ” رحمك ربك ” ، وعندما وصلت الى عينه فاشتهى ثمار الجنة فانطلق ليأخذ منها .
وامر الله الملائكة ان تسجد لسيدنا آدم فسجدوا جميعهم الا ابليس ابى ، وقال خلقتني من نار وخلقته من طين وانه افضل منه وكيف يسجد لبشرا من طين .. فقال الله له مالك ان تستكبر وانت في الجنة وطرده الله من الجنة ، ولكن ابليس قال لله انه سيغوى بنو آدم ويخرجهم من الجنة ، فقال الله تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وان من يتبعك سوف املأ جهنم منهم اجمعين.
فقال تعالى “(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ*قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ*قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ*قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ*قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ*ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ*قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ )”.
ونفخ الله في ضلع سيدنا آدم فخلقت حواء ، وكرمهم الله وقال لهم تمتعوا بنعيم الجنة وخيراتها الا شجرة واحدة ، فان القرب منها ظلما عظيما لهم ، وان البعد عنها فيه نعيم ..فلا ظمأ ولا جوع ولا نصب .
ولكن ابليس كان يحمل لآدم الحسد والحقد بان هو وذريته سوف يسكنون الجنة وان الله تعالى سوف يغفر لهم ما داموا يؤمنون به ، فوسوس لهما الشيطان بان يأكلا من هذه الشجرة واغراهم بان من يأكل منها سيكون من الخالدين او من الملائكة.
فأكلا منها وبدت لهما سوءاتهما و أخذا يواريان عليها من اوراق الشجرة.
فقال تعالى “(” وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ*فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ*وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ*فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ “)”.
بسم الله الرحمن الرحيم ” قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى ” صدق الله العظيم
وانزل الله ادم وحواء من الجنة وهبطوا الى الارض وقال لهم ان من يتبع هدى الله فلا يشقى في الدنيا وان الشيطان عدو لهما ويقال في بعض الروايات انهم تفرقوا وكلا منهم نزل في بلد مختلفة عن الآخر ، فيقال ان آدم نزل في الهند وان حواء نزلت في مكة وانهم التقوا في جبل عرفة ولذلك اطلق عليه جبل عرفة …ويقال انهم لم يتفرقا والله اعلم ..
والهم الله كلا من آدم وحواء بكلمات ليتوب عليهم فكانوا يقولا ” ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين “.
فتاب الله عليهم ..وكان كل هذا قبل نبوة سيدنا آدم عليه السلام
ويقال في السيرة النبوية في موت سيدنا ادم ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لما حضر آدم عليه السلامُ قال لبنيه انطلقوا فاجنوا لي من ثمار الجنة فخرج بنوه فاستقبلتهم الملائكة فقالوا أين تريدون يا بني آدم قالوا بعثنا أبونا لنجني له من ثمار الجنة فقالوا ارجعوا فقد كفيتم فرجعوا معهم حتى دخلوا على آدم فلما رأتهم حواء عليها السلام ذعرت منهم، وجعلت تدنو إلى آدم وتلصق به، فقال لها آدم: إليك عني فمن قبلك أتيت خل بيني وبين ملائكة ربي فقبضوا روحه ثم غسلوه وحنطوه وكفنوه ثم صلوا عليه ثم حفروا له ثم دفنوه ثم قالوا يا بني آدم هذا سنتكم في موتاكم فكذاكم فافعلوا.
بقلم / راندا محفوظ