علامات الساعة الصغرى والكبرى بالترتيب
مقدمة
يُعدّ الإيمان بيوم القيامة من أركان الإيمان الستة، وقد أخبرنا النبي ﷺ بعلامات تسبق وقوع الساعة، منها ما ظهر بالفعل، ومنها ما سيظهر في المستقبل. وتنقسم هذه العلامات إلى صغرى وكبرى.
العلامات الصغرى هي المقدمات التي تُمهّد لقيام الساعة وتحدث قبلها بزمن طويل، أما الكبرى فهي أحداث عظيمة تقع قُبيل قيام الساعة مباشرة وتدلّ على اقتراب النهاية الحتمية للعالم.
أولاً: علامات الساعة الصغرى
ظهرت كثير من العلامات الصغرى في الماضي، ولا يزال بعضها يتكرر أو يزداد وضوحًا مع الزمن. ويمكن ترتيبها زمنيًا تقريبًا كما يلي:
1. بعثة النبي محمد ﷺ
وهي أول العلامات، قال ﷺ: “بُعِثتُ أنا والساعة كهاتين”، وأشار بالسبابة والوسطى.
أي أن بعثته ﷺ كانت بداية العدّ التنازلي لنهاية الدنيا.
2. موت النبي ﷺ
وفاته كانت من أعظم الأحداث التي أنبأت بقرب الساعة، إذ بموته انقطع الوحي عن الأرض.
3. فتح بيت المقدس
وقد حدث ذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين دخلها المسلمون دون قتال، كما أخبر النبي ﷺ.
4. طاعون عمواس
وهو الوباء الذي اجتاح بلاد الشام في عهد عمر، ومات فيه كثير من الصحابة. ذكره العلماء من العلامات التي تحققت.
5. انتشار الفتن والقتل
كثرة الحروب، وسفك الدماء، حتى يُقتل الرجل لا يدري لِمَ قُتِل، كما في الحديث الشريف.
وهي علامة لا تزال تتجدد في زماننا.
6. ضياع الأمانة وكثرة الخيانة
قال ﷺ: “إذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة.”
ويظهر ذلك حين يُقدَّم غير الأكفّاء للمناصب.
7. ظهور المال وانتشاره
حتى يُعطى الرجل مائة دينار فلا يرضى بها، وقد تحقق ذلك في عصور الرخاء المتأخرة ويتجدد في أزمنة الرفاه.
8. التباهي في البنيان
قال ﷺ: “أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان.”
وهو مشهد واضح اليوم في ناطحات السحاب حول العالم.
9. كثرة الزلازل
وهي من العلامات التي أخبر بها النبي ﷺ، وقد أصبحت أكثر تواترًا في العصر الحديث.
10. انتشار الزنا وشرب الخمر
بكل صورهما الظاهرة والمستترة، ومع ذلك يُسمّيان بأسماء أخرى تلطيفًا.
11. قطيعة الأرحام وعقوق الوالدين
وتُعد من علامات ضعف الإيمان وفساد الأخلاق آخر الزمان.
12. كثرة الكذب وشهادة الزور
حتى تُصبح الصدق عملة نادرة.
13. عودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا
وهذا من أعجب العلامات التي بدأت ملامحها تظهر بتغير المناخ والخصب في الجزيرة العربية.
14. تقارب الزمان
أي مرور الأيام والسنوات بسرعة حتى يشعر الإنسان أن الشهر كاليوم، واليوم كالساعة.
ويرى العلماء أن التكنولوجيا وكثرة الانشغال بالدنيا سبب في هذا الشعور الزمني المتسارع.
15. ظهور مدّعي النبوة
كـمسيلمة الكذاب والأسود العنسي وغيرهم، وما يزال يظهر مثلهم عبر العصور.
ثانيًا: علامات الساعة الكبرى
وهي العلامات العشر العظام التي إذا ظهرت، تبعتها الأخرى بسرعة كحبات العقد إذا انفرطت.
قال ﷺ: “إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات…” ثم ذكرها بالترتيب التقريبي.
1. خروج الدجال
أعظم فتنة على وجه الأرض، يدّعي الألوهية ويُظهر الخوارق، فيتبعه الجهّال ويضلّ به كثير من الناس، إلا المؤمنين الصادقين الذين يثبّتهم الله.
2. نزول عيسى ابن مريم عليه السلام
ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقضي على الدجال، ويحكم بالأرض عدلاً وسلامًا.
3. خروج يأجوج ومأجوج
قوم مفسدون يخرجون بعد مقتل الدجال، يفسدون في الأرض حتى يهلكهم الله بدودٍ في أعناقهم.
4. الدخان
يعمّ الأرض فيغشى الناس، فيكون عقوبة للكافرين ورحمة للمؤمنين.
5. طلوع الشمس من مغربها
عندها يُغلق باب التوبة، فلا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل.
6. خروج الدابة
تُكلّم الناس وتُفرّق بين المؤمن والكافر، وهي آية واضحة من آيات الله.
7. الخسوفات الثلاثة
خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب.
8. النار التي تخرج من اليمن
تسوق الناس إلى محشرهم بالشام، وهي آخر العلامات الكبرى قبل النفخ في الصور.
خاتمة
علامات الساعة دعوة للتفكر لا للتخويف. المقصود منها أن يُراجع الإنسان نفسه، فيُصلح عمله ويستعدّ للقاء ربه.
العجيب أن كثيرًا من العلامات الصغرى قد تحققت، وبعض الكبرى لم تبدأ بعد، مما يُظهر أن الزمان يقترب شيئًا فشيئًا من لحظة النهاية.
لكن الأهم من معرفة “متى تقوم الساعة” هو أن نُجيب على سؤال:
هل نحن مستعدّون لها؟