في هذا المقال سنتعرف على الصفائح الأرضية وعلاقتها بالزلازل والبراكين .. الصفائح التكتونية هي نظرية فوق الأرض والتي يستخدمها حاليا معظم علماء الأرض لوصف الحركة داخل الطبقة الخارجية للأرض الصلبة (التي تعرف أيضا باسم الغلاف الصخري)، وتنتقل الطبقات الفردية ذات الأحجام المتباينة حول سطح الأرض بسرعات متفاوتة، حيث تتفكك الصفائح، وتنزلق من فوق بعضها البعض أو تتصادم مع بعضها.
قد يتواجد نشاط تكتوني يظهر على هيئة زلازل، حيث تظهر الغالبية العظمى من حركة وانتشار الزلازل والحركات الأرضية على الكوكب عند حدود الصفائح، على الرغم من أن النشاط الزلزالي داخل الصفائح يمكن أن يحدث أيضا عند زيادة الضغط على الصفيحة الأرضية. وعلى سبيل المثال، تعد منطقة صدع ميو مدريد في وسط غرب الولايات المتحدة مثالا على حزام زلزالي داخل الصفائح.
بصفة عامة، تقع أعمق الزلازل على حدود الصفائح المتصادمة أو في مناطق الاندساس (subduction zone)، أما أضعف نقطة لحدوث الزلازل تقع على حدود الصفائح المتباعدة.
سنتعرف الآن على حقيقة الصفائح الأرضية وعلاقتها بالزلازل والبراكين ، يرتبط النشاط البركاني بنوعين من أنواع حدود الألواح التكتونية: وهما الحواف المتباعدة والمتقاربة، فالأولى تظهر نفسها على طول الصدوع البركانية التي غالبا ما تكون في أحواض المحيطات (المنحدرات المحيطية) في حين أن الأخيرة تصنع عادة براكين فردية على اللوح الذي لم يتأثر في عملية التصادم (أي أنها لا تنبعث من القشرة الأرضية).
عندما يصطدم لوحان يحتويان على القشرة القارية في حواف منطقة التصادم، عندئذ لا يوجد إلا القليل من النشاط البركاني أو قد لا يتواجد (كما في جبال الهيمالايا). وفي بعض الأحيان، يمكن أن تشهد الصفائح التكتونية التي تنزلق فيها الطبقات في الغالب من فوق بعضها البعض بعض من النشاط البركاني، وكذلك إذا كان هناك عنصر من عناصر الامتداد عبر حواف اللوح التكتوني.
كما يمكن أن يحدث النشاط البركاني في البراكين داخل الصفائح. ويعتقد أن هذه البراكين لها مصادر أعمق في وشاح الأرض تبقى في موقع ثابت نسبيا نسبة إلى حدود الألواح المتحركة باستمرار. وتعد ماونا لوا وكيلاويا في هاواي من الأمثلة المثالية للبراكين داخل الصفائح.
ويمكن أن تكون هذه البراكين أيضا نشطة زلزاليا، خاصة عندما تتكون الهياكل البركانية بسرعة، يجب أن تستجيب القشرة الأرضيى للحمل الإضافي وتخفف هذا الضغط من خلال النشاط التكتوني كالبراكين والزلازل.
تظهر الدراسات أن معظم الزلازل مرتبطة بحركة الصفائح التكتونية، ويمكن استخدام نظرية الصفائح التكتونية لتقديم تفسير مبسط عن الصفائح الأرضية وعلاقتها بالزلازل والبراكين وللتوزيع العالمي للزلازل.
تختلف حركة الألواح التكتونية، أحيانا تتحرك الألواح بعيدا عند الحدود، هذا النوع من الحدود يسمى حدود تباعدية. ويشار إليه أيضا بحدود الصفائح البناءة، حيث يحدث إنتاج مواد جديدة على سطح الحدود. ويهيمن على هذا النوع من الحدود نوع من الفوالق يسمى الفالق العادي رغم أنه يمكن ملاحظة أنواع أخرى من الفوالق.
عندما ترتفع الماجما الساخنة من الوشاح في منتصف المحيط وعندها تقوم بدفع وفضل الألواح عن بعضها البعض، تحدث الزلازل على طول الكسور التي تظهر عندما تتحرك اللوحات بعيدا، ومن الأمثلة على ذلك الصدع في شرق أفريقيا والحواف في منتصف المحيط حيث تتفكك ألواح المحيط، مثل المناطق القريبة من جزر الأزور وأيسلندا، وترتبط بالنشاط البركاني، والزلازل في هذه المناطق تحدث بشكل متكرر ولكن بشكل غير قوي.
يمكن أن تتحرك الألواح الأرضية فوق بعضها البعض في نفس المستوى عند الحدود. هذا النوع من الحدود يسمى حد التحول، ويهيمن على هذا النوع من الحدود نوع من الفوالق يسمى فالق الانزلاق (strike-slip faulting)، ويمكن ملاحظة أنواع أخرى من الفوالق.
وعندما ينزلق لوحان من الألواح التكتونية عكس بعضهما البعض، هنا تنشأ الزلازل في أعماق ضحلة. وتعد كاليفورنيا مثالا جيدا لهذا النوع من الحدود، يشار أيضا إلى هذا النوع من حدود الصفائح على أنه حدود الألواح المحافظة، لأنه ينطوي على حركة دون أي فقد أو تكوّن أي مادة على سطح الأرض، ومن الأمثلة على ذلك فالق سان أندرياس وفالق الأناضول.
ينتج عن عملية تحول الحدود زلازل كبيرة ذات تركيز سطحي. وعلى الرغم من أن الزلازل تحدث في المناطق الوسطى من الألواح التكتونية، إلا أن هذه المناطق لا تعاني عادة من زلازل بقوة كبيرة.