هل الحب حلال ام حرام قبل الزواج في الاسلام

الحب حلال ام حرام في الاسلام

الحب امر غريزي وفطري وآية من آيات الله ، فخلق الله حواء لسيدنا آدم لما شعر به من وحده ..خلقها لترافقه دنياه ، فالإسلام لا يحرم الحب بصورة مطلقة بل يقدسه ، فان كان الحب صادقا ومتصفا بالصفات الشرعية التي شرعها الاسلام ..فيحترمه الاسلام ويقدسه ، ويدعونا الله فكتابه بالمودة والرحمة بين الازواج ..فهي تجلب بينهم الحب والاحترام والتقدير ، قال الله عزَّ و جلَّ :﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ صدق الله العظيم .

الحب بين الشاب والفتاة حلال ام حرام

سوف نعرض لكم امثلة عن الحب لبعض الانبياء ونتعرف معا عن الاجابة لهذا السؤال هل الحب حلال او حرام اترككم لبعض الامثلة.

قصة حب سيدنا ابراهيم والسيدة سارة

وضرب لنا الانبياء والصحابة امثالا عظيمة في الحب الذى شرعه الاسلام، فنجد ذلك في قصة حب وتقدير سيدنا ابراهيم عليه السلام للسيدة سارة زوجته ، فقد استمر زواجهما 80 عاما وهى لا تنجب ومع ذلك لم يتزوج سيدنا ابراهيم لأنه كان يحبها ويقدرها ، حتى ان اصرت السيدة سارة بان يتزوج سيدنا ابراهيم لكى ينجب فتزوج السيدة هاجر وانجبت له سيدنا اسماعيل “عليهم السلام “.

وعندما انجبت السيدة هاجر شعرت السيدة سارة بالغيرة كما يشعر النساء ، وطلبت من سيدنا ابراهيم ان يأخذ للسيدة هاجر بيتا اخر ..وبالفعل اخذ سيدنا ابراهيم بيتا اخر للسيدة هاجر وولدة اسماعيل تقديرا للسيدة سارة فكان لا يريد ان يراها غاضبة حبا لها .

قصة سيدنا موسي وابنه شعيب

عندما هرب سيدنا موسي من قوم فرعون جلس تحت شجرة بالقرب من بئر كان الناس يسقون منه ، فكان ينظر الى الرعاة وهم يسقون ووجد فتاتان ينتظران ان يفرغ الناس حتى يسقون ..فذهب اليهم سيدنا موسي سقى لهما بشهامة ومروءة وذهب دون ان يطيل الحدث لهما ..فأعجبت به احدى الفتاتان ..وعندما رجعوا الى ابيهم فقالت الفتاة لأبيها: يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين.

فقال الأب الصالح لابنته ..أما القوى فقد عرفناها، فمن أين لك بمعرفة صفة الأمين عند هذا الفتى يا ابنتي؟

فأجابت الفتاة اباها :عندما أمسك الفتى بزمام الأغنام يا أبتى؛ كان يمشى وراءنا وكنا نسبقه، فلما أتت رياح خشى أن يتتبعنا ببصره فطلب منا أن يتقدمنا وأن نرمى إليه بالأحجار حتى ندله على الطريق، فأعجب الأب بأمانة ذلك الفتى وأدبه، وظهر عليها انها قد اعجبت به ولاحظ اباها هذا ، فأرسلها اليه لكى تدعوه.

وذهبت الي سيدنا موسي وقالت له باستحياء ان اباها يدعوه ليتحدث اليه ، وذهب سيدنا موسي اليه وذكر ذلك في قوله تعالى ( إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ)
ووافق سيدنا موسي وتزوج من ابنه الرجل واستمر معهم عشر سنوات ويقال ان قصة حب عظيمة ولدت بينهم .. وعندما كانوا فالسوق واشتعلت النار ذهب لكي يتفقد امر النار وحده خوفا عليها وولدها.

ماذا قال سيدنا عمر بن الخطاب في حق زوجته

رَجُلًا جَاءَ إلَى عُمَرَ يَشْكُو إلَيْهِ خُلُقَ زَوْجَتِهِ فَوَقَفَ بِبَابِهِ يَنْتَظِرُهُ فَسَمِعَ امْرَأَتَهُ تَسْتَطِيلُ عَلَيْهِ بِلِسَانِهَا وَهُوَ سَاكِتٌ لَا يَرُدُّ عَلَيْهَا ، فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ قَائِلًا : إذَا كَانَ هَذَا حَالَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَكَيْفَ حَالِي ؟ فَخَرَجَ عُمَرُ فَرَآهُ مُوَلِّيًا فَنَادَاهُ : مَا حَاجَتُك يَا أَخِي ؟ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جِئتُ أَشْكُو إلَيْك خُلُقَ زَوْجَتِي وَاسْتِطَالَتَهَا عَلَيَّ فَسَمِعْتُ زَوْجَتَكَ كَذَلِكَ فَرَجَعْت وَقُلْت : إذَا كَانَ هَذَا حَالَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَعَ زَوْجَتِهِ فَكَيْفَ حَالِي ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : إنَّمَا تَحَمَّلْتُهَا لِحُقُوقٍ لَهَا عَلَيَّ : إنَّهَا طَبَّاخَةٌ لِطَعَامِي خَبَّازَةٌ لِخُبْزِي غَسَّالَةٌ لِثِيَابِي رَضَّاعَةٌ لِوَلَدِي ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِوَاجِبٍ عَلَيْهَا ، وَيَسْكُنُ قَلْبِي بِهَا عَنْ الْحَرَامِ ، فَأَنَا أَتَحَمَّلُهَا لِذَلِكَ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَكَذَلِكَ زَوْجَتِي ؟ قَالَ : فَتَحَمَّلْهَا يَا أَخِي فَإِنَّمَا هِيَ مُدَّةٌ يَسِيرَةٌ .

قصة رسول الله سيدنا محمد والسيدة خديجة

قال النبي صلى الله عليه وسلم عن حبه للسيدة خديجة رضي الله عنها “إني رزقت حبها”.
ويقال ان أتت أمرأه الى رسول الله وقالت له يا رسول الله ألا تتزوج ؟ لديك سبعة ابناء ودعوة هائلة تقوم بها فلابد من الزواج .. فبكى رسول الله صل الله عليه وسلم وقال ” وهل بعد خديجة احد “.

وان عائشة رضي الله عنها قالت عن خديجة رضي الله عنها : ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق ! قد أبْدَلك الله عز وجل بـها خيرا منها . قال : ما أبدلني الله عز وجل خيرا منها ؛ قد آمَنَتْ بي إذ كفر بي الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذا حرمني الناس ، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء . رواه أحمد في المسند ، وقال الهيثمي في المجمع … رواه أحمد ، وإسناده حسن . وهناك قصص اخرى تتحدث عن الحب فالله وان الحب شيء عظيم رزقنا الله اياه لكى ننعم به في الحياة ولكن بالشروط التي وضعها الاسلام .. فقال صلى الله عليه وسلم ” لم ير للمتحابين مثل النكاح ”
فشرع الله الزواج لأنه هو الحل ليكون تبادل مشاعر الحب حلالا ولما فيه صلاح للبشر .

بقلم / راندا محفوظ

التعليقات مغلقة.