ما هى ليلة النصف من شعبان وما فضلها

ما هى ليلة النصف من شعبان

تأتي ليلة النصف من شعبان في ليل يوم الخامس عشر  من شهر شعبان , وتبدأ من مغرب يوم 14 شعبان  إلى فجر يوم 15 , وتحتل أهمية كبيرة في قلوب المسلمين  لما لها من أفضال عظيمة ينزل فيها الله إلى السماء ليغفر لعبادة ماعدا المشرك والمشاحن  وفيها يقوم المسلمون بصيام نهار يوم 15 مع قيام الليل , وتعم الاحتفالات  الشعبية جميع مساجد العالم الذي يتوافد عليها المسلمون لقراءة القران والدعاء  , وقد ارتبطت بذكري تاريخية وهي تحويل قبلة المسلمين من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام .

ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان

هي الليلة التي تم تحويل فيها قبلة المسلمين من المسجد الأقصي إلى المسجد الحرام , ذلك الحدث الديني التاريخي الذي قام بعدة المسلمين بالاتجاه في صلاتهم إلى الكعبة المشرفة بعدما كانوا يصلون تجاه المسجد الأقصي , وقد تم التحويل في السنة الثانية من الهجرة بعدما استمر المسلمون في صلاتهم تجاه المسجد الاقصى لمدة ستة عشر أو سبعة عشر شهرا  , وقد نزل فى ذلك الحادث التاريخي.

قولة تعالى ” (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ…)، «سورة الإسراء

بعدها كانت أول صلاة صلاها الرسول علية الصلاة والسلام بعد تغيير القبلة  صلاة العصر ,  وقد كان هذا الاختبار الإلهي إرضاءا لرسول الله وليبين من يتبعون الرسول ومن ينقلب على عقبيه فيقول تعالى { وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول }

فضل ليلة النصف من شعبان :-

تبدأ ليلة النصف من شعبان من مغرب يوم الرابع عشر من شعبان إلى فجر يوم الخامس عشر منة  , وقد ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الاحاديث فالاهتمام بها واحياؤها مشروع و ومستحب , ومن الأحاديث الواردة في فضلها حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت ” فقدت النبي صلى الله علية وسلم ذات ليلة فخرجت اطلبه فإذا هو بالبقيع عند مدفن المسلمين رافع رأسه إلى السماء , فقال يا عائشة اكنت تخافين ان يحيف (يظلمك ) الله عليك ورسوله , فقلت  و ما بي ذلك ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك  , فقال إن الله تعالي ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب (قبيلة كبيرة عند العرب ) ”

وغيرها من الأحاديث  “قد ورد أن الله يطلع على خلقة أو إلى خلقة في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقة إلا مشرك أو مشاحن (مخاصم )  ولا إلي قاطع رحم ولا إلي مسبل, ولا إلي عاق لوالديه, ولا إلي مدمن خمر”

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان :-

اجازت دار الافتاء المصرية الاحتفال بليلة النصف من شعبان لأن هذا اتباعا لما كان يفعله السلف الصالح من احياء تلك الليلة العظيمة , وهو تقليد اتبعه المسلمين من بعدهم وتأكيدا لذلك

في قوله صلى الله عليه وآلة وسلم: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا…؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه

هل كان الرسول يحتفل بليلة النصف من شعبان :-

احتفل الرسول بليلة النصف من شعبان بالصيام , اما عن القيام فكان شأنها شأن كل ليلة لم يزد فيها ولم يكن فيها أي طقوس مختلفة , فكان يؤدي القيام كما كان يؤديه في كل ليالي السنة .

الاحتفال بليلة النصف من شعبان يكون عن طريق صيام يوم 15 , وقيام الليلة من بعد مغرب يوم 14 الى فجر يوم 15 , ويكون هذا بالإكثار بقراءة القران والاذكار والتسبيح والاستغفار وقيام الليل والاكثار من الدعاء وخاصة في الثلث الاخير من الليلة حيث ان الاعمال في تلك الليلة ترفع الى الله , كما انه لا حرج من قراءة سورة يس عقب صلاة المغرب بشكل جماعي في المسجد 3 مرات , اما عن الاحتفال الرسمي فيتبادل رؤساء الدول التهنئة , وفى كل الاحوال يرسل الرئيس مبعوث بديل عنة لحضور الاحتفال فى المسجد ولتهنئة شيخ الازهر ورجال الدين .

الدعاء في ليلة النصف من شعبان هو من الامور المستحبة والتي ينبغي الاكثار منها وذلك لأنها فرصة عظيمة للقبول وافضل صيغة هي “اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ”.

التعليقات مغلقة.