تعرف على سبب تسميه شارع المعز لدين الله الفاطمى

سبب تسميه شارع المعز :-

 سمى الشارع بهذا الاسم نسبة إلى “المعز لدين الله” الخليفة الفاطمى الذى أرسل قائده “جوهر الصقلى” إلى مصر عام 358 هجرية – 969 ميلادية؛ لتصبح مصر منذ ذلك التاريخ وحتى عام 567 هـ – 1171م تحت الحكم الفاطمى.

تاريخ  انشاء شارع المعز :

عندما دخل الفاطميون مصر ،  ارادوا بناء عاصمه تباهى جميع عواصم العصور السابقه اجلالا وعظمه  ، فقاموا ببناء مدينه  “القاهره ” والتى تقع شمال مدينه  “الفسطاط ” ، وكانت فى البدء محدوده المساحه تحاط بها سور من اللبن يتخلل فتحاته 8 أبواب فى كل جهة من جهاته بابان.

ولكى تكتمل مظاهر العظمه فى العاصمه الجديده  ،قاموا ببناء الجامع الازهر ليكون مناره لنشر المذهب الجديد وكانت القاهره مدينه ارستقراطيه فلم يكن مسموحا للعامه بالتجوال بها طوال الوقت  .

وقد اعتمد “جوهر الصقلى” فى تخطيط المدينه على شارع رئيسى  ،  يمتد من باب “الفتوح” شمالا حتى باب “زويله “جنوبا متوسطأ جبل  “المقطم “شرقا وجبل “الخليج “غربا  .

وقد اطلق عليه المؤرخون فى البدء اسم (الشارع الاعظم ) او (القصبه الكبرى )  ،وعلى مر العصور خلفت فيه العصور الاسلاميه عمائر  ومنشات  ، تجعل منه كتابا مفتوح يحكى بصدق عن شارع احتفظ بقيمته اكثر من الف عام ، ولخص فيه تاريخ المدينه من الانشاء الاول الى الان  .

وكانت البدايه عندما اراد  “جوهر الصقلى”  ان ينشأ لسيده ” الخليفه المعز لدين الله ” قصر وسمى  “بالقصر الشرقى ” ،  يشرف على شارع المعز من ناحيه ،  يقابله من الناحيه الاخرى القصر الغربى للخليفه الفاطمى الثانى  “العزي بالله بن نزار بن المعز لدين الله الفاطمى”  ويحتل مكان هذا القصر  الان  “مسجد الحسين  ” “وخان الخليلى”  الى “مدرسه الظاهريه” وقبه الملك الناصر  “نجم الدين ايوب” .

 

شارع المعز فى العصر الفاطمى :

كانت سمه الشارع فى العصر الفاطمى فى احتوائه على قصور الملوك والامراء  ، فالقصر الشرقى  الذى شيده “جوهر الصقلى ”  يحتوى على 9 ابواب سميت بالاغراض التى استخدمت بها . 

 وقد احتوى الشارع على العديد من المكتبات التى تضم الاف الكتب النادره ،  ابرزها مكتبه  “القصر الشرقى ”  “ودار الحكمه”  , وقد احتوت مكتبه القصر القصر الشرقى على 40 خزينه للكتب فى مختلف العلوم والفنون والفلك والكيمياء وسير الملوك ،  وقد زودها الخليقه  “العزىز بالله ” بالعديد من المؤلفات  ، من ضمنها احدى وعشرين نسخه من مؤلف  “الطبرى الشهير ” ويقول المؤرخ  “ابن ابى طى “ان هذه المكتبه كانت تضم مليون و600 الف مجلد.

 وكانت مكتبه  “دار الحكمه” التى اسسها  “الحاكم بامر الله ” عام 395 هـ  الحقت “بمكتبه دار العلم” ،  حوت على الكثير من الكتب فى مختلف العلوم  ، وسمح لسائر الناس بالتردد عليها للقراءه والنسخ  ، واقبل علها العلماء من كل مكان مثل ” ابن الهيثم” “وبطلان الطبيب ” عالم اللاهوت “وابن رضوان”  كبير الاطباء الخليفه المستنصر.

 

ابرز الاحداث التى شهدها شارع المعز :-

وقد شهد الشارع العديد من المواكب فى العصر الفاطمى  ، وشارك فيها الخلفاء بانفسهم مما اضفى على الشارع فخامه وجلالا  ، وابرزها وقت حلول شهر رمضان فكان الخليفه يسير فى مقدمه موكب عظيم احتفالا بالشهر  ، ابتداءا من باب  “الذهب “بالقصر الكبير  سائرا  “بشارع المعز ” وصولا لباب “الفتوح” ،  ثم يدخل من باب النصر عائدا لباب “الذهب ” ، وفى تلك الاثناء كانت الصدقات توزع على الفقراء اثناء سير الموكب.

وفى كل عام بمناسبه ” فتح الخليج” ،  كان الموكب يخترق شارع المعز من باب ” زويله” ،  حتى يصل الى جامع “ابن طولون ” ،  ثم يعبر “الفسطاط”  ثم فرع النيل فى زورق خاص  ، ويقوم بدهن عمود القياس بالزعفران ثم يعود الى القصر ثانيا.

ولعل ابرزها الاحتفال برأس السنه الهجريه  ، والذى كان يجرى كليه فى شارع المعز فكان الاعيان والملوك يتجمعون فى ميدان بين القصرين ،  ثم يذهبون الى قاعه ” الذهب ” حيث يرتدى الخليفه زى الخلافه ممتطيا جواده ثم يتجه الى باب” النصر”  ليعود الى باب “الفتوح” والميدان ثانيا.

 

اما عن البروتوكلات السياسيه ،  فقد فرض على الرسل الاجانب عند قدومهم الى مقابله الخلفاء الفاطميين  ان يترجلو عند باب الفتوح ليقبلوا الارض ،  ثم يتوجهوا عبر الشارع الى القصر الكبير .

ولم يقتصر هذا على الرسل ، فلقد شهد الشارع مواكب التتويج للخلفاء حتى بعد انتهاء العصر الفاطمى  ، فكان الخلفاء يلبسون خلعه السلطان عند باب  “الفتوح”  حتى يصلوا الى باب  “زويله” ،  وكان اخر الملوك الذين اتبعوا هذا التقليد  “الناصر محمد بن قلاوون” .


وكان اخر المواكب التى شهدها الشارع عندما خرج “قنصوه الغورى” بموكب قلما يتوافر لحاكم لملاقه الجيش العثمانى عند حدود الشام ،  وقتها لم يكن يخطر ببال احد ان تكون هذه اخر ايام الحكم المملوكى فقد تم هزيمه الجيش وقتل  “قنصوه  الغورى  ” وعلق  رأسه على باب  “زويله  ” .



 

 شارع المعز فى العصر الايوبى :-

على الرغم من الفتره القصيره التى قضاها الايوبيون فى مصر ،  الا ان كان لهم تاثيرهم على الشارع ،  فقد فقد الشارع سمته العامه ،  التى كانت متعلقه بالقصور والمكتبات بعد سماح صلاح الدين للاهالى بالدخول الى القاهره وفتح ابوابها .

ولكن ذلك لم يفقد  الشارع اهميته  ، وخاصه انه ظل مقر الحكم حتى بعد بناء  “صلاح الدين  ” القلعه فقد كان يتردد بينها وبين دار الوزاره ،  حتى انتقل  “الملك الكامل محمد ”  الى القلعه نهائيا سنه 604 هجريا  ، ومنذ ذلك الحين اخذت الانشطه التجاريه والحرفيه  تتسرب الى الشارع  ، وخاصه فى منطقه بين  القصرين ، وبهذا تحول الشارع الى سوق عادى جدا .

اسواق شارع المعز قديما وحديثا  :-

على الرغم من ان الانشطه التجاريه والحرفيه امتدت بين المناطق الواقعه بين القاهره الفاطميه والفسطاط  ،  فقد ظلت الانشطه التجاريه متمركزه على طول القسم الاوسط لشارع المعز فى المنطقه بين  “الصاغه”  “والكحكيين”  واحتوت على 23 سوقا و23 وكاله.

وقد انشا “الامير قوصون “فى القرن ال15 وكاله وربعا جعلها مثل فندق كبير وبداخلهم عدد من المخازن وكان يعلوها رباع يشتمل على 360 بيتا يسكن بداخلها 4000 رجل وامراه.

اما السلطان “قنصوه الغورى”  فقد اقام جامعا ومدرسه و شيد مجموعه تضم سبيلا وضريحا وقام باعداد ساحه صغيره يبلغ عددها 13 مترا بقيت الى اليوم من افضل مواقع القاهره

وفى العصر العثمانى اشتملت على 31 سوقا و12 خانا 139 وكاله وكان خان الخليلى اشهر هذه الاسواق والذى احتوى على العديد من الوكالات والخانات الرائعه والتى تم تشييدها فى  عام 1511 وكان على شكل قصر ويرتفع لثلاث طوابق  .

و من امثله الوكالات وكاله “ذو الفقار ” و “خان جعفر”  و”خان الزراكشه”  و”خان الباشا ” و”خان المصبغه ”  و اما الان فان الاسواق تشتهر شوارعها بالحرف التى تمتهن بها  فشارع السيوفيه والسروجيه والخياميه .

 

اهم  اثار شارع المعز لدين الله الفاطمى :-

باب الفتوح :-

يقع باب “الفتوح  “بعد باب النصر  ، وعلى بعد 150 متر من باب “الفتوح القديم”  فى اسوار جوهر  ، وبذلك اصبح هذا الباب من الشمال الشرقى لجامع الحاكم الواقع داخل اسوار بدر الجمالى   ، ولم يكن له هذا الاسم عند انشائه بل وجد فى الاحجار التاسيسيه التى وجد انه حفر عليها اسم باب “الاقبال”  ، ويرتفع كلا من البرجين المستديرين فى بناء مصمت الى الثلثين اى حتى ارتفاع السور ، بينما الثلث العلوى عباره عن حجرة دفاع فوق كل برج مزوده بمزاغل لرمى السهام. 



جامع الحاكم :

ينسب هذا الجامع إلى الخليفه الحاكم “بأمر الله “مع ان الذى امر بانشائه هو والده الخليفه “العزيز بالله” ثانى الخلفاء الفاطميين فى رمضان سنه 380 هـ / 990 م فلما خلف الحاكم بأمر الله ابيه أمر باتمام بنائه.

يتكون من صحن أوسط مكشوف سماوى مستطيل الشكل  ، ويحيط به أربع ظلات تشرف عليه ببائكات معقوده بعقود مدببه ترتكز على دعامات مستطيله مبينه بالأّجر  ،وتلتصق فى أركانها أربع أعمده ثلاث أرباع دائره.



زاويه ابو الخير الكليباتى :

انشىء هذا الاثر على عهد الخليفه الفاطمى الرابع “الظاهر لاعزاز دين الله ”  الذى تولى الخلافه سنة 411-427هـ  ، وتتكون العماره الخارجيه لهذا الاثر من وجهه رئيسيه واحده تقع بالجهه الشماليه الغربيه ،  يشغلها كتل المدخل الرئيسيه وهو مدخل بسيط يتقدمع حجر غائر على جانبيه مكسلتان يتوسطه فتحة باب مستطيل يغلق عليه بباب خشبى من مصراع واحد .


 مسجد وسبيل وكتاب سليمان اغا السلحدار :

 انشأه الامير  “سليمان اغا السلحدار  ” ، الذى جاءالى مصر صغيرا واصبح يترقى حتى وصل الى امير لواء السلاح في عهد محمد على باشا  ،  ويؤخذ عليه انه استولى على انقاض الكثير من المساجد المتخربه وادخلها في منشاّته  ،وكذلك انشأ وكاله في خان الخليلى يشتمل المعمار في هذا المسجد من الداخل على مساحه مستطيله قام المعمار بتقسيمها الى مربعين وللمسجد ثلاث وجهات من الخارج اهمها الواجهه المطله على شارع المعز وواجهتان تطلان على حاره برجوان.

 

 


منزل مصطفى جعفر :

يقع هذا المنزل في أول حاره الدرب الاصفر المتفرع من شارع المعز وملاصقا من الناحيه الجنوبيه الشرقيه لمنزل الخرزاتى الذى يجاوره منزل السحيمى وقد أنشا هذا المنزل عام 1125هـ/ 1713م ،  اما الذى انشاه فهو الحاج “مصطفى جعفر السلحدار “كان احد كبار  تجار البن فى القرن الثامن عشر الميلادى.


قصر الامير بشتاك :

يقع هذا القصر بمنطقه النحاسين بجوار سبيل  “الامير عبدالرحمن كتخدا”  وتجاه المدرسه “الكامليه ” وحمام السلطان ” اينال ” ، وقد  انشىء هذا القصر على جزء من قصر الكبير الشرقى ويرجع تاريخ انشائه735هـ
اما منشىء القصر فهو الامير  “سيف الدين بشتاك الناصرى  ” كان احد امراء الناصر  “محمد بن قلاوون” ترقى فى المناصب حتى وصل لرتبه امير وكانت نهايته على يد الامير قوصون منافسه الكبير الذى دبر مكيده له وتم القبض عليه وتجريده من املاكه وسجن بالاسكندريه وتم قتله فى 5 ربيع اول عام 742هـ.

 

حمام اينال :-

انشاه الملك الاشرف “ابو النصر  سيف الدين اينال العلائى الظاهرى ”  عام 681هـ /1656م  ، وللحمام واجهه رئيسيه تطل على شارع المعز والمدخل يصعد اليه بثلاث درجات يؤدى الى ممر متكسر يفضى الى المسلخ  وبالممر باب يصل الى الى حاصل به مصطبه .

 

بيت السحيمى :

يعتبر  “بيت السحيمي” الواقع في شارع المعز الفاطمي من بين أكثر الأماكن التراثية التي تحتضن اليوم عروضا ثقافية وفنية تعبر عن الهوية المصرية التراثية، وهو بيت عربي تقليدي في مدينة القاهرة بني على مساحة 2000 متر مربع بالدرب الأصفر الذي يتفرع من شارع المعز لدين الله في عام 1648 م وقد سمي البيت باسم آخر من سكنه وهو الشيخ محمد أمين السحيمي الحربي من الجامع الأزهر.. ويستخدم كمتحف للعمارة التقليدية.

 

 

التعليقات مغلقة.